اقتحمت قوات الاحتلال المغربية فجر يوم 5 ديسمبر 2021 من جديد منزل عائلة اهل خيا بمدينة بوجدور المحتلة، وعمدوا إلى تكسير كل ما صادفهم من حاجات ومتاع، كما ألقوا مادة ملوثة سوداء في صهريج الماء بالمنزل، قبل أن ينهالوا على أهل الدار بالضرب والتنكيل، والاغتصاب في مشهد يتكرر على مرأى ومسمع من المنتظم الدولي، ومن مجلس الأمن الدولي والصليب الأحمر، في إفلات تام من العقاب ودون أدنى إدانة أو ردع.
إن أثرا بالغا يجثم على نفوسنا جميعا من شدة القسوة التي تكابدها سلطانة خيا، وأختها الواعرة وأمهما أمينتو، وليس من الطبيعي أن تطوف صور وتسجيلات هذا السلوك الموثق الحاط من الكرامة الإنسانية، والمعبر عن ممارسة همجية لإرهاب الدولة من قبل سلطات الاحتلال المغربية، بينما ما يسمى المنتظم الدولي، بمختلف هيئاته، يقف موقف المتفرج الأخرس، والمتجاهل، إن لم يكن المتواطئ بسكوته.
ان الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي وهي تتابع بأسى وحسرة ما تتعرض له سلطانة خيا والواعرة خيا والام امينتو امبيريك، لتتأسف كثيرا أن لا يجد تكرار هذه الأفعال الإرهابية، التي لا يمكن تصنيفها إلا كجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، رادعا يوقفها.
وتعبيرا عن التضامن مع رفيقتهن سلطانة خيا وعائلتها، خرجت مجموعة من مناضلات الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي في نفس يوم 5 ديسمبر 2021، تتقدمهن رئيسة الهيئة المدافعة عن حقوق الإنسان امينتو حيدار، وعضوتي المكتب التنفيذي للهيئة، مينة باعلي، و الدجيمي الغالية، وعضو الجمعية العامة للهيئة، امباركة علينا باعلي، ومراسلة التلفزيون الوطني، الصالحة بوتنكيزة، يرفعن الاعلام الصحراوية، ويرددن شعارات التضامن مع أهل خيا، حيث استغرقت الوقفة التضامنية قرابة عشرين دقيقة في شارع الشهيد محمد عبد العزيز، أكبر الشوارع بالعيون المحتلة، قبل أن تتعرض هذه الوقفة التضامنية للقمع والتفريق بالقوة و التعنيف من قبل عناصر شرطة الاحتلال و ما يسمى القوات المساعدة مستعملين الهراوات، والدفع والرفس والسب والقذف والتجريد من الملابس.
وقد أحدث الانزال البوليسي إرباكا في حركة المرور وأدى إلى توقفها للحظات وسط تصاعد أصوات منبهات السيارات المارة التي تضامن أصحابها مع ضحايا القمع المغربي.
ان الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي وهي تتضامن مع سلطانة خيا وعائلتها، لتستنكر التدخل العنيف الذي واجهت به الأجهزة البوليسية المغربية مناضلات الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي، وتعتبر أن ما يواصل الإحتلال المغربي ارتكابه في الصحراء الغربية من أعمال عنف ضد المدنيين الصحراويين هو عدوان مدان، وانتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وممارسة صريحة لإرهاب الدولة، ولجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الملك الحسن الثاني منذ أول أيام الاحتلال، ويواصلها ابنه محمد السادس، بكل إصرار ودون حسيب أو رقيب.
وأمام تمادي عناصر البوليس المغربي في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي ضد سلطانة والواعرة خيا، وتعنيف امهما الطاعنة في السن، تدعو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي الامم المتحدة الى :
– التعجيل بإيفاد بعثة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان لمعاينة حجم هذه الفظاعات المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين
– دعوة مجلس الأمن الدولي الى الضغط على دولة الاحتلال المغربية لوقف جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد المدنيين الصحراويين.
– التعجيل بوضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي عبر تمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال .
المكتب التنفيذي للهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي
العيون المحتلة/الجمهورية الصحراوية
بتاريخ 6 ديسمبر 2021