نافذة تكشف معاناة وأساليب التعذيب النفسي والجسدي بحق المعتقلين السياسيين الصحراويين في زنازن الاحتلال

22 سبتمبر 2021

نفذ الغزو المغربي خطة الأرض المحروقة إبان اجتياحه للصحراء الغربية سنة 1975، فدمر أشكال الحياة البرية وأباد قطعان الماشية وسمم نقط الماء، وأطلق يد عساكره لتنال من امن واستقرار الشعب الصحراوي مسلطا عليهم صنوف البطش والتنكيل.

سياسة دولة الاحتلال تلك بدات منذ لحظة الغزو الاولى في رسم لوحة سوداء تنثر الرعب في خريطة الوطن وتزرع الالام في قلوب الصحراويين، واستمرت وتنوعت ولم تتوقف حتى يومنا هذا، تتجدد الاساليب والغاية واحدة اسكات الأصوات الحرة، وتكبيل الإرادات، واعتماد تجربة من أفظع تجارب الاعتقال السياسي بالمخابئ السرية والسجون المغربية، فكان أبطالها السجناء والمعتقلون السياسيون الصحراويون. 

المعتقلون السياسيون الصحراويون عنوان للكرامة ولمضمون الانسانية لدى الشعب الصحراوي، ومنارة القيم والمبادئ الوطنية، فبهم وبتضحياتهم تجسدت الهوية الحقيقية للوطن، واعطوا الدلالة والمعنى لمثل الوطنية والانتماء الوطني ليس بالشعارات الرنانة وانما بتقديم دروس عملية بالتضحية والفداء في ميادين العزة والكرامة، والصمود والتحدي في مواجهة الطغاة المستكبرين الجلادين اعداء الانسانية والاوطان .

إن ماتعرض ويتعرض له المعتقلون السياسيون الصحراويون  في سجون الاحتلال المغربي من انتهاك لحقوقهم بالتعذيب والحرمان وكل وسائل الاذلال والاهانة والاساليب الحاطة من الكرامة دفعتنا إلى فتح نافذة بموقع الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي لتسليط الضوء على معاناتهم وبطولاتهم وراء القضبان وتعميم تجربتهم. نفتح النافذة هنا لأجل تكسير أبواب السجون، لأجل أن ينال الابطال حريتهم.

المعتقلون السياسيون هم لسان حال المحرومين، هم مقياس لطبيعة واصالة وصلابة ومنعة وقوة وشدة وبسالة وكرامة وعزة وشموخ الشعوب والاوطان التي تأبى السقوط والخضوع والاستسلام بيد قوى الظلم والعدوان والاحتلال .

المعتقلون السياسيون بإباء وشموخ وعزم وارادة يدوسون على كبرياء دولة الاحتلال، ويجردونها من سطوتها الزائفة، ويبددون احلامها ويحولون طموحات وامال واهداف  ومخططات العدو الى عناوين للخسارة والهزيمة التي تلحق به، وتستحيل توصيفات الغطرسة والعنجهية الى قاموس مبتذل من مرادفات العجز والفشل والاهانة والاذلال في كل لحظة وساعات وايام وشهور وسنين بقائهم في الاعتقال لدى السجان..

وهم الابطال بصمودهم وثباتهم وعطائهم، رغم قيود وسلاسل وقضبان سجون دولة الاحتلال، يقدمون دروسا بليغة تزرع الامل وترفع شارة النصر، وتنادي بالسير على هديهم ومواصلة الدرب لتحرير الوطن.

هم عنوان التضحية والصمود والشجاعة في مواجهة الاحتلال، والاصرار على تحقيق الانتصار، ودحر العدو وكنسه من ارض الوطن الذي بتحريره يتحرر الإنسان   وتدك سجون الطغيان ويأفل نجم الاحتلال..

من خلال هذه النافذة سنعطي الكلمة للمعتقلين السياسيين الصحراويين ضحايا الإعتقال التعسفي القابعين في سجون دولة الإحتلال المغربي ليتحدثوا عن ظروف الإعتقال والمعاناة التي يعيشونها وراء قضبان زنازن هذه السجون وعن أساليب التعذيب النفسي والجسدي التي تعرضوا لها أثناء مرحلة التحقيق في مخافر شرطة الإحتلال المغربي وأيضا عن ظروف محاكماتهم الصورية.