تحل المناسبة هذا العام بينما تشهد المدن المحتلة من الصحراء الغربية تدهوراً متسارعاً للحقوق الأساسية التي تضمنها الإعلان، سواء المدنية والسياسية، أو الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بسبب استمرار وتصاعد الانتهاكات المغربية الجسيمة والمنظمة.
وتواصل قوات الاحتلال المغربية انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما الحق في الحياة والسلامة الجسدية وتمارس التعذيب بشكل ممنهج، ولعل حادثة الاعتداء ، التي تعرض لها الفنان ماء العينين هدي يوم 3 دجنبر 2023 داخل قاعة للحفلات ، عندما انهال عليه اكثر من 15 عنصر من قوات القمع المغربية بالضرب بالعصي والركل والرفس ، تعكس اخر صرعات تعليمات القمع المستهدفة الاصوات المدافعة عن تقرير مصير الشعب الصحراوي دون رادع وتحت غطاء حصانة للجلادين ضد المحاسبة.
وفي ذات السياق تواصل سلطات الاحتلال المغربي اصدار الاحكام القاسية في حق الصحراويين و المفتقدة لابسط شروط المحاكمة العادلة، و تمعن في اساليب الانتقام منهم عبر تدبير عمليات الترحيل التعسفي بعيدا عن ذويهم الذين يدخلون دوامة طواف مستمر بين السجون في رحلات مضنية ومكلفة ماديا. ويواجه الاسرى الصحراويون بالسجون المغربية اشكال ممارسات حاطة من الكرامة لاذلالهم والا نتقام منهم، ويحدث باستمرار عزلهم في زنازن انفرادية وتعريضهم للضرب والسب والحرمان من الحق في الزيارة. وتتخذ سياسة العقاب الجماعي التي تنهجها دولة الاحتلال المغربي ضد الصحراويين اساليب واشكال متعددة تطال الأراضي والابنية والممتلكات والمواشي فتشمل الهدم والتجريف والمصادرة والتخريب، بما في ذلك تدمير المباني على المواشي . و لازالت دولة الاحتلال المغربي مستمرة في سياستها الانتقامية من المناضلات و المناضلين الصحراويين من خلال التضييق عليهم و منعهم من ممارسة حقهم في التجمع و التظاهر السلمي و حرية التعبير و الراي بالاضافة الى الطرد من العمل ، وتهميش الشباب الصحراوي ،واغراق المنطقة بعشرات الآلاف من المستوطنين ، وتعزيز السيطرة والتحكم في موارد الشعب الصحراوي الحيوية والضرورية وحرمانهم من الاستفادة منها وتحسين ظروف حياتهم المعيشية في تدابير ممنهجة تدفع الشباب الصحراوي الى الهجرة والمغامرة على متن قوارب الموت و تيسير تسهيل عمليات المرور في اتجاه اوربا .
ولا تتوانى قوات الاحتلال المغربية في انتهاك حرية الحركة والتنقل في استهداف مباشر للمناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان بتوقيفهم لساعات عند الحواجز الامنية الثابتة واعتماد معاملات تمييزية ومستفزة ضدهم وهو ما يشكل ضربا من ضروب الإذلال الحاط من الكرامة والسعي إلى تنفير الركاب منهم و عزلهم عن محيطهم . ولا تزال تواصل دولة الاحتلال حصارها المشدد على المناطق المحتلة منذ سنة 2014 ومنع دخول المنظمات الحقوقية والمراقبين ووسائل الإعلام الدولية، ويشمل المنع حتى المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة و المفوضية السامية لحقوق الانسان بالرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية إلى السماح لها بدخول المنطقه للاطلاع على وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية المحتلة .
وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان،
تجدد الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي ( ISACOM) مطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والقيام بواجبه في وقف الانتهاكات المغرببة المتصاعدة لحقوق الإنسان وضمان تمتيع الشعب الصحراوي بالمبادئ الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تحمي جملة حقوق الإنسان وتعزز الكرامة الإنسانية وتحمي حقه في تقرير مصيره والتحرر من الاستعمار والاضطهاد.
وتدعو إلى الضغط على دولة الاحتلال المغربي من اجل احترام حقوق الانسان بالصحراء الغربية وتفعيل قرار فريق العمل المعني بالإحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة الصادر يوم 11 اكتوبر 2023 ، ومطالبتها باطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية خاصة مجموعة اكديم ايزيك. -وتشدد الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي ( ISACOM) على ضرورة توقف المجتمع الدولي عن سياسة ازدواجية المعايير وإنهاء الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال المغربية ؛ كونها تشجع على مواصلة الجرائم، التي تقوّض المبادئ والقيم التي يحميها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإعمال مبدأ المحاسبة بما في ذلك شروع الملاحقة القضائية ضد من أمروا أو شاركوا في ارتكاب جريمة التعذيب الممنهج .
–وتطالب الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي باحترام وحماية وإعمال المبادئ الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية والاستقلال.
عن المكتب التنفيذي للهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي. حرر بالعيون المحتلة/ الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 10 ديسمبر 2023