مباشرة بعد غزوها وإحتلالها لإقليم الصحراء الغربية منذ 31 أكتوبر 1975، باشرت دولة الإحتلال المغربي تطبيق سياسة بطش إستهدفت المدنيين الصحراويين العزل لتخويفهم وزرع الرعب في نفوسهم وذلك لثنيهم عن مواجهة التواجد الإستعماري المغربي فوق أرضهم. ورفضا لهذا التواجد الإستعماري المغربي وللنجاة من بطش القوات العسكرية المغرببة الغازية، فر آلاف الصحراويبن نحو الجنوب الغربي الجزائري ليقيموا هنالك مخيمات للاجئين الصحراويين ويعيشون بداخلها في أمن وآمان فيما اختار آخرون العيش في دول الشتات.
الا ان من بقي منهم في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ممن لم يحالفه الحظ في الوصول إلى ملجأ الأمان كان نصيبه بطش قوات الإحتلال المغربي وقمعها، ووجد الكثير منهم نفسه عرضة لحملات الإختطافات والإعتقالات التعسفية التي مست كل أجيال وفئات الشعب الصحراوي من رجال ونساء وشيوخ وشباب.
وفي هذا الإطار تعرض الآلاف من الصحراويين للإختفاء القسري بعد تعرضهم للإختطاف والإحتجاز من طرف سلطات الإحتلال المغربي التي اقتادتهم الى مخابيء سرية مكثوا داخلها لفترات زمنية متفاوتة بلغت في أقصاها 16 سنة قبل أن يفرج عنهم، في حين يظل مصير حوالي 526 مختطف صحراوي من ضحايا الإختفاء القسري مجهولا لحد الآن .
ولقد مر هؤلاء المختطفون الصحراويون ضحايا الإختفاء القسري المفرج عنهم من عدة مخابيء سرية، كمركز قيادة الفرق المتحركة للتدخل بالعيون المحتلة (PC CMI)، وثكنة البير قرب أفيم الواد، وثكنات جيش الإحتلال المغربي، وثكنات القوات المساعدة المغربية، وثكنات الدرك الملكي المغربي، والجناح السري بالسجن الأكحل بالعيون المحتلة، والمخابيء السرية بأگدز، وقلعة مگونة، وسكورة، المتواجدة بالشرق المغربي.
من خلال هذه النافذة سنعطي الكلمة لهؤلاء الناجين من المخابيء السرية ليسردوا قصص مقاومة الموت وعذابات المخابئ وطول ليلها وغطرسة جلاديها، حكيا وبوحا لغاية اماطة اللثام عن الفظاعات التي أرتكبت في حقهم من طرف الدولة المغربية داخل هذه المخابيء السرية والتي لازالت تفاصيلها حبيسة صدورهم بل يخشى أن تغيب برحيلهم.
شهادات الناجين نفتح عليها هذه النافذة في موقع الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي للتعريف بها وصونا لذاكرة شعبنا المجيد ولاطلاع أجيال شعبنا القادمة على حجم المأساة والضريبة القاسية التي أداها ثمنا للحرية، وفضحا لنظام الإحتلال المغربي الذي إرتكب هذه الفظاعات في حق الأبرياء الصحراويين العزل.