بيان
تحتفي الأمم والشعوب في العشرين تشرين الثاني / نوفمبر باليوم العالمي للطفل ، الذي تم إقراره منذ العام 1990 ذكرى سنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها .
واعتبارا لما يمثله هذا اليوم من دعوة لتعزيز الالتحام والتعاون في سبيل إذكاء الوعي بحماية الأطفال عبر العالم وترقية أوضاعهم وصولا إلى إنضاج شروط رفاههم ،فإننا في الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي ،وإيمانا منا بما يجب أن يتمتع به الطفل من حماية خاصة تستدعي النظر اليه بعين الرعاية ومنحه الفرص والتسهيلات اللازمة لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا في جو من الحرية والكرامة، يسترعي انتباهنا ما يتعرض له أطفال المدن الصحراوية المحتلة من ممارسات مشينة وحاطة من كرامتهم على أيدي أفراد الشرطة المغربية وشركائهم ، ونأسف كثيرا حين يكون الإخلال بالواجب تجاه الأطفال من فئة المشتغلين بالتعليم والمنصوص على دورهم في ربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم ،وإشاعة مهام الدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها وفتح النقاش حول سبل النهوض بها ،وعوض استحضار تلك الأهداف السامية يتحول العامل بالمؤسسة التعليمية في المدن الصحراوية المحتلة الى مخبر للشرطة يترصد حركات الأطفال البريئة للتبليغ عنها كما حدث بالضبط للطفلة : حياة سيد احمد سيديا المزدادة في 10/8/2008 ، التي اعتقلت من داخل اعدادية النهضة بالعيون المحتلة على الساعة العاشرة صباح يوم 16/11/2020، و نقلت إلى مقر ولاية الأمن أين تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي بسبب ارتدائها لباسا شبيها بالزى العسكري و تحمل رسما للعلم الوطني الصحراوي على وزرتها ، فتم ترهيبها وتخويفها وأجبرت على ترديد النشيد المغربي والجلوس على ركبتيها وتقبيل صورة ملك المغرب ،وتعرضت لوابل من السب والشتم والركل على البطن ونتف الشعر والتحرش بها وملامسة مناطق حساسة من جسدها ، ما أدى بالطفلة الى الدخول في دوامة من الذعر والتوجس من التعرض لمكروه كلما فكرت في الخروج من البيت ولو في اتجاه المدرسة .
في الذكرى السنوية الثلاثون لاتفاقية حقوق الطفل ، لا يزال الطفل الصحراوي جرحا نازفا في جسد الإنسانية ، يحمل ندوب أربعة عقود من الاضطهاد وسلب الحرية وبرامج تعليم تحرف التاريخ والجغرافيا وتزرع الاستلاب والاغتراب ، ومحيط تربوي يدين بالولاء لأجهزة الاستخبارات أكثر مما يهتم لرسالة المربي وضميره الإنساني والمهني ، ويستمر الوضع صادما يكشف خلو رصيد الأطفال في الصحراء الغربية من مؤشرات زرع أمل النهوض بأوضاعهم العامة في ظل احتلال وطنهم وعدم اكتراث الأمم المتحدة لحاجتهم للفتة إنسانية ، واستمرار تعمد أفراد الشرطة المغربية إيذاءهم بشكل مباشر عبر تعريضهم للضرب والتعذيب (الطفل الركيبي لعروصي) والاعتقال (الطفلة حياة سيداحمد سيديا ، نصر الله بايا ، يحي محمد الطالب ، البخاري لميدي) والقتل (الناجم الكارحي ) ومضاعفات نفسية مزمنة جراء حالة الحصار المتواصلة للمنازل (محمد الكاسمي ، سعد الدويهي ..)، وفي كل ذلك محاولة لثني الطفل الصحراوي،قبل أن يكبر،عن بلورة قناعة سياسية تدفع في اتجاه مطلب إنهاء الاحتلال المغربي بتراب الجمهورية الصحراوية ،
وإذ نستحضر في الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي حجم معاناة الأطفال الصحراويين تحت الاحتلال ،والتي تمس تأثيراتها المدارك الحسية للطفل ، عبر المؤثرات الثقافية والبرامج التعليمية المحكومة بمنطق الهيمنة التي تسعى دولة الاحتلال المغربي إلى إرساء دعائمه في فضاءات الحياة العامة وفرضه بالقوة،
– نستنكر كل أشكال العنف الجسدي والنفسي التي يعانيها الأطفال الصحراويون تحت الاحتلال المغربي،ونعتبرها انتهاكات مرفوضة لحقوق الطفل .
– ندين استمرار الحصار الأمني والعسكري والإعلامي الذي تفرضه دولة الاحتلال على الأجزاء المحتلة من الدولة الصحراوية ،الذي يلحق أذى نفسيا كبيرا بشريحة الأطفال.
– نطالب منظمة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لحماية المواطنين المدنيين الصحراويين بعدما تم نسف وقف إطلاق النار من طرف قوات الاحتلال المغربي منذ 13 نوفمبر 2020 .
– ندعو الهيئات والجمعيات الحقوقية الدولية إلى المزيد من الضغط على دولة الاحتلال المغربي لفرض احترام حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الجمهورية الصحراوية .
المكتب التنفيذي للهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي .
العيون المحتلة /الجمهورية الصحراوية
بتاريخ 20نوفمبر 2020